بدأ من الحارة.. وفريق العسيري قدمه للنصر
حمود العصيمي (جريدة المدينه)
في الوقت الذي أصبح فيه المهاجمون عملة نادرة ووسط سعي الأندية لتعويض ندرتهم باللاعبين الأجانب والبحث عن آخرين بالملايين ليقوموا باستثمار الفرص وهزّ الشباك واسعاد الجماهير في زحمة ذلك كله برزت نجومية اللاعب (سعد الحارثي) نجم النصر والكرة السعودية والذي استطاع ان يثبت انه مهاجم واعد سيكون له شأن كبير ليس على المستوى المحلي بل وحتى قارياً حيث يملك الموهبة والإبداع والفكر الكروي وما حصوله على جائزة أفضل لاعب عربي (واعد) إلا دليل على ان الحارثي يسير بخطوات واثقة ليكون أحد الفرسان الذين تراهن عليهم الجماهير دائماً لهز الشباك ورسم البسمة على المحيا نعم لقد أبى نادي النصر إلا أن يكرر سيرته المشهورة وان يؤكد انه منبع للنجوم الكروية التي يرسخ عطاؤها وابداعها في عقول الجميع وتخطى بحب وتقدير لا مثيل له لقد اطلق الجميع لقب (الذابح) على الحارثي وتغنت قنوات فضائية عربية وآسيوية بهذا النجم وبلقبه لانه لاعب لا يعرف اليأس أهدافه تذبح الخصوم سواء ما يسجله بقدميه أو براسه ويعرف عن الحارثي حضوره الذهني المتميز فهو كثيراً ماهزّ الشباك في الدقائق بل الثواني الأخيرة في المباراة وآخرها هدفه في اندونيسيا الذي قال عنه المعلق الإماراتي انه اسكت مائة وعشرين مليون اندونيسي وجاء في الوقت بدل الضائع من لقاء منتخبنا وللحارثي مستقبل كبير في عالم النجومية وهذا بشهادة النقاد والمحللين والمتابعين فهو
سعد الحارثي في سطور
الاسم/ سعد مشعل عبيد الحارثي
الميلاد/ في الخرج عام 1404هـ
الطول/ 178
الوزن/ 65
الحالة الاجتماعية / اعزب
المؤهلات/ بكالوريوس بكلية التربية جامعة الملك سعود
السكن/ حي الخليج بالرياض
رقم الفانيلة/ 11 مع النصر والمنتخب
له ستة من الاخوة عبدالله ، عبدالرحمن، مهند، محمد ، عمر ، سعود
القابه/ الذابح - راؤول العرب
بداياته
بدأت موهبه الحارثي ترى النور من خلال أشهر فرق الحواري بمدينة الرياض (فريق العسيري) الذي تمكن من وضع ملعب متميز في شرق الرياض مستغلاً بعد الأندية عن هذا الاتجاه من العاصمة ومن خلاله ترى أقوى المنافسات والحضور الجماهيري والأعين التي تراقب كل من يلعب بهذا الفريق نظراً لما يملكه القائم عليه (محمد العسيري) من نظرة فنية ثاقبة في اختيار اللاعبين وصقل مواهبهم من خلال التمارين اليومية ويروى (محمد العسيري) قصة بدايات سعد مع فريقه حيث يقول: إن أحد الأصدقاء أبلغه بأن أحد طلاب مدرسة قرطبة الثانوية بالنسيم يملك الموهبة وان وجوده بفريقه سيكون دعماً له وخصوصاً وان لدى (فريق العسيري) مشاركة في دورة ستقام بحي الشفاء بعد أشهر ويضيف لقد طلبت حضور سعد للتمارين مع فريقي وجاء إلينا في اليوم التالي وكان خجولاً ومن خلال تمرين خفيف اتضح لي انه يملك الكثير ورغم ان هناك من عارضني إلا أنني وضعت له برنامجا تدريبيا منفردا عن الفريق وكنت اشرف أنا شخصياً عليه ومن خلاله كنت اسعى لتنمية بعض الجوانب الفنية وكان وقتها يدرس في الأول ثانوي ومع دخوله في التمارين مع الفريق جاءني عماد الصقير وهو رياضي معروف ولديه مكتب استقدام لاعبين محترفين حيث عرض عليّ أن أوقع معه عقداً مقابل خمسين ألف ريال من أجل ان يتولى هو تسويق اللاعب سعد الحارثي على أندية الرياض ورفضت ذلك لأنني كنت قد أعطيت رجال النصر كلمة وأنا ملتزم بذلك وبعد أن تمرن مع الفريق خمسة أشهر شارك معنا في دورة الشفاء وكان نجماً بارزاً فيها وصاحب أهداف مميزة وعندما وجدت ان سعدا أصبح جاهزاً اخذته أنا وعبدالله الخريف لنادي النصر وكان وقتها المدرب هو يوسف خميس وماجد كان يتابع التمرين من على دكة الاحتياط ومنذ التمرين الأول توقع ماجد ان يكون سعد الحارثي لاعباً كبيراً في حين سعى يوسف خميس الى تسجيله بالنصر حيث تحدث مع صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن سعود والذي تكفل بقيمة تسجيله في النصر والبالغة خمسة وعشرين ألف ريال.
وكانت أمامنا مشكلة في تسجيله وتتمثل في اقناع والده بتسجيله في النادي حيث كان والده حريصا على دراسته أولاً وأخيراً وعملنا كثيراً على اقناعه بعد أن اعطاه سعد وعداً بأن يكون لاهتمام أولاً واخيراً بالتحصيل العلمي ووعد والده أنه في حالة اخفاقه في الدراسة فإنه سيترك الكرة ويتفرغ للدراسة ووافق والده على ذلك.
ويضيف العسيري في عام 1421هـ سجل سعد في كشوفات النصر وتحديداً في الدور الثاني من منافسات دوري الناشئين وكان مركز النصر السابع وشارك سعد أمام الاتفاق ثم الاهلي ثم الاتحاد ثم الهلال واستطاع ان يسجل في تلك المباريات وأن يساهم مع زملائه في حصول النصر على المركز الثالث.
بعدها استدعى لمعسكر منتخب الناشئين الذي أقيم في مصر حيث شارك في كأس آسيا للناشئين التي أقيمت في سلطنة عمان وكان لاعباً أساسياً.
وبعد عام ضمه المدرب بتشامي في المنتخب المملكة للشباب ودخل مع المنتخب في معسكر ايطاليا استعداداً للكأس العالم بالإمارات عام 2002م إلا أنه غاب عن المشاركة بالبطولة بسبب ارتباطاته الدراسية وحرص والده على تحصيله العلمي.
وشارك عام 2003 في دورة الصداقة تحت اشراف المدرب محسن صالح وكانت مباراة العراق هي الأولى له مع الفريق الأول اتبعه بمشاركته في كأس الامير فيصل بن فهد وشهدت دورة الاسد الدولية بدمشق اعادة لتوهج الحارثي وابداعاته.
وفي موسم 2004م سجل سعد الحارثي حضوراً مميزاً وكبيراً مع النصر ففي الوقت الذي تكالبت فيه الظروف في هذا الموسم على النادي بداية بوفاة الرمز الكبير الامير عبدالرحمن بن سعود – يرحمه الله – وحرمان النصر من تسجيل لاعبين محليين على خلفية قضية اللاعب كاريوكا الا ان ديمتروف استطاع ان يمنح الحارثي الثقة الكاملة لقيادة هجوم العالمي فكان الحارثي على قدر المسؤولية واستطاع في ذلك الموسم ان يسجل أحد عشر هدفاً ساهم خلالها في ايصال فريقه للمربع الذهبي للدوري وايضاً لدور ربع النهائي في مسابقة كأس سمو ولي العهد.
وفي عام 2005م استدعاه المدرب الوطني ناصر الجوهر للانضمام للمنتخب في دورة التضامن وفيها واصل الحارثي تألقه ونال ثقة المدرب كالديرون الذي دفع به في تصفيات كأس العالم 2006م وشارك امام الكويت وسجل هدفاً وكذلك فعل مع منتخب اوزبكستان على درة الملاعب ومنها انطلق سعد دولياً وواصل تألقه.
دقائق ذهبية
وفي كأس أمم آسيا الرابعة عشرة واصل الحارثي تقديم نفسه للجماهير الرياضية كواحد من أبرز المهاجمين حيث شارك في دقائق محدودة ولكنها كانت تساوي وزنها ذهباً ففيها كان للحارثي حضوراً مميزاً وكانت له خطورته على مرمى المنافسين شارك امام كوريا وكاد ان يحسمها في الوقت بدل الضائع ثم شارك ثانية قبل نهاية مباراتنا أمام اندونيسيا بدقائق لا تتجاوز اصابع اليد الواحدة وكانت له بصمته بالهدف الذي سجله برأسه في الوقت بدل الضائع معوضاً ما ضاع امام كوريا وواضعاً المنتخب في الصدارة ثم شارك امام العراق في المباراة النهائية ولدقائق محدودة ايضاً وصنع كرة ذهبية كادت ان تسفر عن هدف تعادل من رأس مالك معاذ وحظيت مشاركة الحارثي بالاشادة بل ان أغلب النقاد والمحللين طالبوا بحضوره في المباريات مبكراً.
رفض الاغراءات وجدد لناديه
عندما انتهى عقده الاحترافي الأول مع ناديه حاولت بعض الاندية خطفه وتلقى عدة عروض لكنه رفضها وفضل الاستمرار في ناديه بعد أن جدد عقده لثلاث سنوات بمبلغ يقارب الثلاثة ملايين ريال.
اعارة ناجحة
جرب الحارثي اللعب بنظام الاعارة لمرة واحدة عندما استعاره نادي الاتحاد وشارك معه واستطاع ان يسجل هدف الاتحاد امام الهلال والتي جمعت بين الفريقين على درة الملاعب وذلك في 17/3/2006م.
تألق رياضي ودراسي
استطاع سعد الحارثي ان يكون في مستوى الوعد الذي قطعه على نفسه لوالده عند تسجيله في النصر فقد سار بخطين متوازيين بين الابداع الرياضي والتفوق الدراسي فتألق كنجم في الملاعب كما ابدع كطالب على مقاعد الدراسة حتى حصل على درجة البكالوريوس من جامعة الملك سعود.
الحارثي .. المشوار طويل
يرى سعد الحارثي ان المشوار لا يزال امامه طويلاً وان لديه طموحا كبيرا لم يحققه بعد ويضيف انني كمهاجم اسعى دائماً لاستثمار جهود زملائي واسعاد الجماهير الوفية التي تقف دائماً خلفنا سواء مع النادي او مع المنتخب ويقول كنا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق بطولة قارية لبلادنا في جاكرتا ولكن الظروف خذلتنا في المباراة النهائية وتخلى عنا الحظ ولم نظهر بالصورة المعهودة لقلة خبرتنا مقارنة باشقائنا في المنتخب العراقي ولكننا نعد جماهيرنا الحبيبة بأننا سنواصل العطاء والجد والاجتهاد ولنعوض ذلك في المشاركات القادمة مشيداً بما يلقاه قطاع الرياضة والشباب من اهتمام ورعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ومتابعة دائمة من سمو الرئيس العام لرعاية الشباب وسمو نائبه.
ماذا قال عن ماجد
دائماً يؤكد الحارثي انه لم يأت حتى الآن اللاعب الذي سيكون خليفة لماجد عبدالله لأن ماجد لاعب لن تنجب الملاعب له مثيلاً عطاء وابداعا وابهارا واهدافا وقبل هذا اخلاق وتعامل وروحا ومحبة. مؤكداً على ان ماجد عبدالله يظل دائماً وابداً مثله الأعلى.
أجمل أهدافه
لسعد الحارثي أهداف جميلة لا تنسى فمع النصر دائماً هو مفتاح الفوز والكل يتذكر اهدافه محلياً مثل هدفه في مرمى القادسية في مسابقة كأس ولي العهد او اهدافه في الاتفاق والهلال والاهلي وغيرها من الاندية واغلب اهداف سعد جميلة لأنها تأتي بصنعه هو ايضاً وفيها مجهود ومهارة منه كما ان له اهدافا مع النصر عربياً كهدفه في اولمبيك اسفي والفيصلي الاردني والكويت الكويتي وبالطبع فإن آخر اهداف الحارثي كان في شباك المنتخب الاوندنيسي وللحارثي (ست عشر مباراة دولية) سجل فيها (سبعة عشر هدفاً).
مميزات الحارثي
لاعب يثق بنفسه يجمع الموهبة والثقافة والفكر الهادي يقرأ المباريات جيداً ولا يعرف اليأس لقلبه طريقاً ذكي يجيد التمركز داخل المنطقة لديه قدم يسرى متميزة ورأسه قناصة لايستسلم للرقابة ويستطيع التحكم بالكرة بدرجة كبيرة كما انه يملك روحاً قتالية طوال المباراة وحماسة كبيرة لتحقيق النصر دائماً.
يطلقون عليه الذابح
الاهداف القاتلة يقول عنها النقاد والمحللون : إنها تذبح الخصم في وقت لا يمكن خلاله ان يلتقط انفاسه وسعد من المهاجمين الذين كثيراً ما يسجل اهدافه في الوقت القاتل من المباراة سواء مع النادي او المنتخب ولهذا فهم يطلقون عليه ( الذابح)لأن اهدافه ذابحة لآمال الخصوم.